حمامة السلام ..

هديل ..

لم تكن محبوبة من المدونين فقط .. أو من عائلتها .. أو والدها الصابر .. أو من متابعين مقالاتها وقصصها في مجلة حياة وغيرها .. أو ممن قرأوا مجموعتها القصصية ..

لم يكن حب هديل محصور على محيطها الخاص .. كان أعمق من ذلك .. وماحالها الا كمن أحبه الله تعالى فألقى حبه في الناس (إن شاء الله)

..

أخي أنس .. إتصل علي معزيا .. يوم الحدث.. ومتألما مما حصل .. ومازال يدعو لإنسانة لايعرف منها الا حرفها المتابع له بصمت ..

عرف أنس هديلاً .. من حرفها وبيانها .. من خلقها .. من حكمتها .. من أدبها السامي ..

كتب أنس .. كما لم يكتب من قبل .. كتب بقلبه ودمعه المسكوب .. ونكأ الجرح … !

…..

هديل..

حــان الرحيل..!
ذهب الكــثير..
وبقي القليــل..!
لملاقاةِ ربّك الجـليل!!
لانتظار ماسطرتي ..
من كلمات وورقات..وتدوين..
آتين شافــعين..
لإنســانة..
لم تصمت أبداً..
وكرهت أن تكون..
كشيطانٍ أخرسٍ لعيــن..
أو كأنسانٍ ثــقــيل..
يأكل وينام..يتمتع..
وصمته هو مــايجيده..
ولا شئ آخــر..!!
لم يكن لكِ مثيل..
فقد فعلتي المستحيل..
خرجتي من صمتٍ كـآآسر..
وقهرِ مزرٍ..وسكون كالليل..
خيّم على القــلوب..
وقبل الأيآآدي الأقلام..
وقبل ذلك العقل .. محدود التّفكير..
هنيئاً لكِ هديل..
فما أعرفه عن العظماء..
بأن لهم بصمةً بعد الرحيل..
تبقى على المدى الطــويل..
وهذا ماتراه عيني اليوم..
ويحسه قلبي..
وتصفق جوارحي له بكلّ تبجيل.!
هــديل..
لم أعرفكِ حتـــى..
ولكني عرفت بأن شخصاً ناطقاً بالحق..
قد غفى ثلاثة أسابيع..
بقدرة قادر..وتحصيل حــاصل..
وتحت مسمى (القدر)..
الذي آمننّا به،،
وعززتيه فينا قبل الرحيل..
هديلٌ كنتي..
يصرخ من بعيد..
حمامةُ سلامٍ كنتي..
لاتريد المــزيد،،
من السكوت والجلوس مكتوفة الأيادي..
والظلم ،، والوعيد..
طيفٌ اختفى كنتي ..
وبقيَ نورهـ ..
صوتٌ هتف كنتي..
وبقي صداهـ..
وكسرعة الصوت والضوء التي لايوجد أسرعُ منها في عالمنا..
اختفيتي،،
ذهبتي،،
غفيتي،،
هــديل..
باب الجنة ينتظرك ،،-بإذن الله-..
استقبلينا..
لاتنسينا..
فنحن اليوم من يحتاجك..
هديل،،
أغفي بسلام..
حتى يحين اللقاء..
على (باب الجنة)..
وجهزي مطارحنا هنـآآك..
فسنعمل حتى نلقاك..
تلك الدار التي تناسبك هديل،،
اهنأي بهــا ،،
وسنعمل نحن..
ونستعــد..
لفراقٍ مفاجئ..
كفـــراقك ،، هــــــديل!!!

…..

رحمك الله ياهديل ….